القائمة
الرئيسية
مواعيد برامجنا
نحب نتعرف
طلبات الصلاة
عاملون معا
كن شريكا
ابدأ يومك
لا يمنع خيراً
لا يمنع خيراً "فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه"
(مت 7: 11 )
هنا يصوَّر الله كأب يعطى لأولاده. وفى الأقوال الـمُشابهة لهذه في
( لوقا11: 5-13)ي
ضيف الرب صورة أخرى إذ يصوّر الله كصديق يعطى صديقه. ويا لها من صور رائعة تملأ القلب ثقة وسكينة! نلاحظ أن الابن هنا لم يطلب من أبيه ما لم يكن محتاجاً إليه. فهو لم يفعل مثل الابن الضال في
(لوقا15
:
11 )
الذي طلب ردياً لكي ينفق في لذاته
(يع 4: 3 )
، بل طلب من أبيه شيئاً مجيداً هو محتاج إليه. والمسيح يعلـِّق على المثل قائلاً "فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه" - الأمر الذي نفهم منه أن الآب لا يهب لأولاده إلا الخير، والخير فقط. ولعل هذا يعطينا تفسيراً عن سبب عدم إجابة الله أحياناً لبعض ما نطلبه منه. فالأب البشرى لا يعطى ابنه حجراً ولا حية. والله لا يعطى المؤمنين ما ينتج عنه الضرر أو الخطر. فإذا علم الله في حكمته أن ما نطلبه منه ليس لخيرنا، فإنه لن يعطيه لنا. قال أحد القديسين: لو أن الله وعد بأن يعطيني كل ما أطلبه منه في الصلاة دون قيد أو شرط، ما كنت أجرؤ مطلقاً على الصلاة، لأنه كيف أضمن الحكمة الكافية لأطلب شيئاً من الله؟ إن الصلاة في مثل هذه الحالة كانت تصبح عبئاً لا يُحتمل، أثقل من أن يحمله إنسان محدود الحكمة نظيرنا. فلو أن الله كان سيعطينا كل ما نطلبه منه، وبنفس الأسلوب الذي طلبناه منه؛ كيف كنا نتحمل التبعات الثقيلة التي ستتلو اقترابنا إلى الله في الصلاة!! إننا نشكره من كل قلوبنا لأنه صالح وحكيم! صالح لا يعطى إلا العطايا الجيدة، وحكيم يعرف متى وكيف يعطى. وإننا إذ نستعرض الماضي نتذكر أننا طلبنا من الله أشياء يعطيها لنا أو يفعلها معنا، وكنا نعتقد في وقت طلبها أنها الخير الخالص لنا. ومرَّت الأيام .. وإذ ينظر المؤمن إلى الوراء فإنه يشكر الله لأنه لم يفعل هذا الطلب أو ذاك، وأنه أغلق بعض الأبواب أمام وجوهنا. ساعتها صار لهذا العدد من الترنيمة طعماً لذيذاً في أفواهنا ونحن نترنم به: مبحكمة يعــمل وذا هو الأفضل لـحُكمه الأمثل تواضعي نفسي
Scroll